عائلة فارس حوسو هي واحدة من 86 عائلة الأولى والتي، وبعد مرور عام على بداية الصراع المسلح، تم الحصول على الموافقة بشأنها من خلال آلية إعادة إعمار غزة. وسيقومون قريبا بإستلام مواد البناء ليبدأو في إعادة بناء منزلهم المدمر كليا.
يقول فارس وأبتسامة هائة تعلوا وجهه: "لقد كانت مفاجأة سارة بالنسبة لي. وأنا محظوظ لأن إسمي أدرج في القائمة الأولى. كنت قد فقدت الأمل تقريبا، لم أتوقع أن يحدث هذا."
ومنذ تدمير منزلهم بالكامل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة خلال الأعمال العدائية لصيف 2014، تغيرت حياة الأسرة بالكامل. "منذ الصراع، وعلى مدى الاثنى عشر شهرا الماضية، عانت عائلتي الكثير. لقد فقدنا منزلنا وأستقرارنا. حتى الحافلة التي كانت لدي والتي كانت مصدر دخلي الوحيد تم تدميرها"، هكذا يقول فارس الذي كان يعمل سائق حافلة قبل وقوع الحرب. ويضيف الأب لثمانية أطفال قائلا: "منطقتنا لم تعد هي نفسها، لقد إمتلأ الناس بالإسي والحزن بسبب ما فقدوه".
وهو واقف على قطعة الأرض الخالية التي كان يقوم عليها منزله ذو الأربعة غرف، والذي "كان له إطلالة جميلة على حديقتنا"، كما يقول فارس، يضيف فارس قائلا: "إلا أنه لم يبقي شئ من كل ذلك، كل شئ أصبح حطاما."
كانت منطقة حي الشجاعية واحدة من أشد المناطق تعرضا للضرر في قطاع غزة خلال خمسين يوما من الأعمال العدائية. وعندما أصبح القصف "شديد الكثافة والعشوائية"، كما يصفه فارس، هربت أسرته إلى أحد أماكن الإيواء المحدددة حينها من قبل الأونروا في مدينة غزة. ويسترجع فايز ذكريات هروبهم قائلا:
"في البداية لم نكن قادرين على مغادرة المنزل، لقد كنا جميعا عالقين في الداخل، وكنا جميعا ممدين على الأرض، أنا وعائلتي وأختي وزوجها وأولادهم، لقد كان الأمر مثيرا للخوف والرعب. نادينا على الجيران وعلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولكن ما من أحد كان قادرا على المساعدة في إجلائنا. وفي الصباح الباكر لأحد الأيام وصلنا إلى مرحلة كان يجب علينا فيها الهرب بحثا عن السلامة، لقد كان الناس هاربين معنا. وكان الأكثر إيلاما لنا هو أنه كان علينا أن نترك الذين سقطوا في طريقهم خلفنا لأنه لم يكن هناك وقت للعودة ومساعدتهم".
تركت عائلة حوسو مركز التجمع في أكتوبر 2014 عندما قامت بإستلام مخصصات بدل الايجار من خلال الأونروا وصاروا من وقتها "ينتقلون من مسكن مستأجر إلى آخر"، كما يقول فارس.
ورغم قيامه بالتوقيع على تعهد مع الأونرا لإستلام المعونة المالية لإعادة بناء المنازل، إلا أنه يبقي قلقا بخصوص المستقبل.
"كل ما أرغب به هو أن نعيش في سلام، وأن نكون آمنين وألا نعاني المزيد من الصراعات". ويضيف: "نريد الفرصة لأن نربي أولادنا ونراهم يكبرون".