احتاج محمد اللوح البالغ من العمر 27 عاما لأن يكسب أجرا أفضل من أجل إعالة أسرته في سورية التي يجتاحها النزاع. ولتحقيق هدفه، حضر محمد دورتين تدريبيتين قدمهما مشروع إشراك الشباب الممول من قبل الاتحاد الأوروبي في مركز تدريب دمشق. لقد كانت هاتان الدورتان مصممتين من أجل تحسين فرص العمل في مجال تكنولوجيا الهواتف الخلوية وصيانتها. ويقول محمد "لقد أتيت إلى هنا لأتعلم مهارات مختلفة من أجل الوصول لفرص التوظيف المتاحة".
ومحمد هو واحد من حوالي نصف مليون لاجئ من فلسطين يعيشون في خضم النزاع في سورية. وهو قد تعرض للنزوح مرة واحدة على الأقل، مثله في ذلك مثل نصف الذين لا يزالون في البلاد.
وقد فقد محمد وعائلته كل ما يملكونه عندما هربوا من منزلهم قبل ثلاث سنوات. وفي مواجهة الاقتصاد السوري المتدمر، والذي زاد من تفاقم مصاعب الأسرة، وجد محمد أن الأجور التي كان يكسبها كمساعد في محل بيع إكسسوارات للأجهزة الخلوية لم تكن كافية لتلبية احتياجات أسرته. وباعتباره المعيل الوحيد لوالديه وإخوته، يقول محمد "كنت بالكاد أستطيع دفع الإيجار الشهري. إن إعالة أسرة بدخل واحد كان أمرا شاقا".
وبهدف زيادة ما كان يكسبه، احتاج محمد إلى تطوير مجموعة أكبر من المهارات القيمة. وقد عملت دورات إشراك الشباب في مجال تخطيط الأعمال وصيانة وإصلاح الهواتف الخلوية على تزويده بمارات عملية وفنية على حد سواء. وقد كان أيضا من بين العديدين ممن تخرجوا من الدورات ليحصل على أدواته الخاصة من معدات صيانة الهواتف الخلوية، وذلك كجزء من مشروع رائد بتداخلات كسب الرزق.
ومتسلحا بمهاراته الجديدة وصندوق عدته، تفاوض محمد مع صاحب العمل من أجل زيادة أجرته والحصول على عمولة إضافية عن كل هاتف خلوي يقوم بإصلاحه. وهو الآن يكسب ما بين 20,000 إلى 30,000 ليرة سورية (95-142 يورو أو ما يعادل 106-159 دولار أمريكي) شهريا. إن محمدا سعيد بهذا الناتج، ويوقل "أنا أستمتع بالعمل وأبلي بلاء حسنا مع الزبائن والعمال".
وقد صممت دورات إشراك الشباب الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي والتي تديرها الأونروا بهدف تسليح 33,000 شاب من لاجئي فلسطين بالمهارات من أجل النجاح في سوق العمل السوري المفعم بالتحديات. ولقد أصبح هذا أكثر أهمية نظرا للانهيار الوشيك للاقتصاد السوري حيث يتوقع للبطالة أن تصل لأعلى من 60% في عام 2015. إن الدورات قصيرة الأجل تغطي مجموعة من الموضوعات الاحترافية والتجارية والإبداعية، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والتصميم الداخلي والتصميم الجرافيكي والسباكة والكهرباء وإصلاح الثلاجات.
لطالما حلم محمد بأن يرتاد الجامعة، إلا أنه الآن يركز على مهنته وعلى إعالة أسرته. ويعد محمدا مثالا على قدرة لاجئي فلسطين على استخدام التدريب قصير الأجل الذي يوفره مشروع إشراك الشباب ليكون منصة انطلاق لهم إلى الحياة العملية والاعتماد على الذات. "لقد أردت أن أدرس الترجمة"، يقول محمد مضيفا "ولكنني الآن بحاجة لأن أعمل وأن أنتظر إلى أن تحين لي الفرصة لتحقيق حلمي".