نتيجة الحصار والقيود المفروضة على الوصول، لا يستطيع 3,000 صياد في غزة الوصول إلى 85 في المئة من المناطق البحرية المتفق عليها في اتفاقية أوسلو لعام 1995. وقد أدى هذا الأمر إلى انخفاض كمية الأسماك التي يتم صيدها في غزة بشكل كبير، والتي كانت فيما مضي أحد مصادر الغذاء الرئيسية في غزة، والإضرار بمورد رزق الصيادين.
تدعم الأونروا صيادي الأسماك في غزة من خلال برنامجها لخلق فرص العمل وكلية مجتمع/ تدريب غزة (GTC) التابعة لها. مؤخراً، أطلقت كلية مجتمع/ تدريب غزة (GTC)، بالاتفاق مع نقابة الصيادين البحريين في غزة، دورات تدريب مهني قصيرة لدعم الصيادين الشباب في مجالات صيانة محركات الصيد الخارجية، تمديد الشبكات الكهربائية وصيانتها، وصيانة المولدات الكهربائية.
"بدأت بالعمل كصياد منذ 15 عاماً عندما كان الوضع مختلفاً جداً. لقد كان الصيد متعة لنا، على الرغم من كونه مرهقاً إلا أننا كنا نعلم أننا مستعدون لأن نخاطر بحياتنا من أجل نتيجة طيبة مثمرة. حالياً، لا يوجد مجال، ولا توجد حرية للصيد، ولا نتائج طيبة."يعقب فارس سامي الأقرع، صياد الأسماك ذي ال27 عاماً من منطقة دير البلح والذي يحمل شهادة دبلوم في التمريض كذلك. يضيف فارس: "عادة، فإننا نواجه مشاكل جمة في قواربنا وهذا التدريب يساعدنا على أن نكون قادرين على إصلاح قواربنا بأنفسنا وبالتالي توفير الكثير من المال والوقت. هذا التدريب هو حقاً عون كبير لنا، كما أن المدربين في الأونروا ذوي تأهيل وإطلاع عاليين."
تضم كل دورة تدريبية 10 متدربين تختارهم النقابة، ومعظم هؤلاء هم من حملة الشهادات الجامعية في تخصصات مختلفة ولكنهم يعملون كصيادي أسماك تكريماً لعمل الأسرة أو في معظم الأحوال نتيجة اقتصاد غزة المشلول وصعوبة الحصول على فرص عمل أخرى. وتقوم منظمة العمل الدولية بدعم هذه الدورات التدريبية مادياً وفنياً ويتم تنفيذها خلال إجازة الصيف. ويتلقى كل مشترك مجموعة من الأدوات (عدة) عند نهاية التدريب.
إضافة لما سبق، فمنذ عام 2006، استفاد 3,004 من الصيادين غير المهرة و46 من الصيادين المهرة من عقود عمل ضمن برنامج الأونروا لخلق فرص العمل. وفي شهر نيسان/ أبريل 2015، وبالتعاون مع نقابة الصيادين، جددت الأونروا دعمها من خلال توفير فرص عمل قصيرة الأمد لمدة ثلاثة أشهر لمجموعتين تضمان 200 من الصيادين غير المهرة، إضافة إلى 6 من كبار العمال المهرة. ويعمل المستفيدون من برنامج خلق فرص العمل غالباً في قطاع إصلاح شباك الصيد وأعمال التصليح العامة.
"من الأهمية بمكان دعم الصيادين خاصة وأن الصيد أصبح أحد أكثر المهن تهميشاً في غزة، فلم يعد بإمكان الصيادين في الوقت الراهن تأمين حياة كريمة لأسرهم. أتمنى لو كان بإمكان كافة الصيادين في غزة المشاركة في هذا التدريب، والذي قد يساعدهم في إيجاد مصادر دخل بديلة."يقول الصياد مروان الندا، 31 عاماً من منطقة رفح والذي يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم السياسة.